إليزابيث جلبرت*
لدي جارة تتزيّن بوشوم طول الوقت.
اسمها آيلين، وتحصل على وشوم جديدة بالطريقة التي أحصل بها على زوج من الأقراط الرخيصة، فقط من أجل التسلية، فقط لمجرد إشباع نزوة. تستيقظ في بعض الصباحات سعيدة وتعلن: “أعتقد أنني سأذهب وأضع وشماً جديداً اليوم”. إذا سألتَ آيلين ما نوع الوشم الذي تُخطط للحصول عليه ستجيبك:”آه، لا أعرف. سأعرف حين أذهب إلى محل الوشوم. أو سأدع الفنان يفاجئني”.
ليست هذه المرأة مراهقة تعاني من مسائل تتعلق بالسيطرة على الدافع، بل امرأة ناضجة، أولادها بالغون، وتدير عملاً ناجحاً. وهي ظريفة ورائعة جداً، وإحدى أكثر النساء تحرراً التي سبق أن التقيت بها. وحين سألتُها مرة كيف تسمح بأن يُعلَّم جسدها هكذا كيفما اتفق بحبر دائم، قالت:”آه، أنت تسيئين الفهم! ليس دائماً. إنه مؤقت فحسب”.
سألتها مرتبكة:”هل تعنين أن جميع وشومك مؤقتة؟”
ابتسمت وقالت:”كلا، يا ليز، وشومي دائمة؛ وجسدي هو المؤقت. وهكذا جسدك. نحن هنا على الأرض لوقت قصير، وهكذا قررت منذ وقت طويل بأن أزيّن نفسي بشكل لعوب قدر الإمكان، بينما ما أزال أمتلك وقتاً”.
أحب هذا كثيراً، لا أستطيع أن أخبرك كم.
لأنني، مثل آيلين، أريد أن أعيش أيضاً الحياة المؤقتة الأكثر جمالاً التي أقدر عليها. لا أعني مادياً فقط؛ أعني عاطفياً وروحياً وفكرياً. لا أريد أن أخاف من ألوان براقة، أو أصوات جديدة، أو حب كبير، أو قرارات قائمة على مجازفة، أو تجارب غريبة، أو مساعي غريبة، أو تغيرات مفاجئة، أو حتى من الفشل.
انتبهْ، لن أخرج وأغطّي نفسي بالوشوم (لأن هذا ليس ما أحبه) لكنني سأمضي ما أستطيع من وقت في إبداع أشياء ممتعة طالما أنا موجودة، لأن هذا ما يجعلني مستيقظة وهذا ما يجعلني حية.
أصنع زينتي بحبر الطابعة، وليس بحبر الوشم. لكن دافعي للكتابة يأتي تماماً من المكان نفسه الذي يجيء منه دافع آيلين كي تحول جلدها إلى كانفاس حي بينما ما تزال حية.
لأن كل شيء مؤقت فحسب.
[ترجمة: أسامة إسبر]
*- إليزابيث جلبرت روائية أميركية معاصرة، تُرجمت بعض كتبها إلى اللغة العربية.